قال الدكتور أحمد نبوي: “منذ سنوات ثلاث أخذت على نفسي ألا أعطي للنقد كثيرا ولكن أيضا لا أتخلى عن هذا البحر الكبير، وقررت أنني في كل عام سوف أخرج بمقالة نقدية واحدة، فكتبت عن حسن طلب، وكتبت شعرية التفاصيل الصغيرة عند أحمد درويش، وما سأطرحه الآن عن الشاعر أحمد الشهاوي سيكون قراءة بعنوان ”صناعة الشعر عند أحمد الشهاوي''، لأنه شاعر له جيناته الخاصة وبصمته الخاصة وكل شاعر له جين معين".
ويواصل: “الشهاوي شاعر الصورة بعيدا عما يطرحه من موضوعات ودلالات ولكنه يقدم نفسه كشاعر صورة بامتياز”، مضيفا: “هذا الأمر مرتبط بثقاقة الشاعر، فالبعض يجنح للجفاف ولو أنك لست موهوبا فلن تدرك روح الشعر، الموهبة وحدها لا تكفي ولا بد من تلك العجينة العجيبة، الموهبة مع التجارب مع الحياة هي التي تنتج شعرا”.
واستكمل: “هناك شاعر كل حياته في القراءة والكتب واطلع على ثقافات متعددة فعلى ضوء هذا كيف سيكون إنتاجه الشعري، بعضهم ليس لديه صورة لكنه يقدم حالة شعرية، وبعضهم يقدم الصورة، أقول إن الشهاوي له قارئان، أولهم قارئ سطحي يعزف عن قراءته، وقارئ يستطيع أن يجلس مع النص الواحد وقتا طويلا، المتلقي البسيط سيقول إن الشهاوي مجموعة من الصور المتوالية، ولكن قم بتكوين دلالات لتصل للرؤسة العامة للنص، وقراءة السطح بالطبع غير قراءة العمق”.
واستطرد: الشهاوي شاعر يعرف كيف يصنع نصه لانه في اعتقادي صنايعي وشاعر محترف، يمتلك اللغة والتجربة والثقافة، ولأنه شاعر صورة فعناوين قصائده قصائد بحد ذاتها كقصائد الهايكو.
وتابع: أما كيف يصنع الشهاوي نصه الشعري فاختر اي نص لهذا العبقري وسترى كيف يجمع نصه من امور مختلفة يصنع بها سبيكة شعرية، يقول:
انا والله اقدم قمري
اقدمه بالملعقة
اعض ذراع الوقت الفاسد
كيف جمع الشاعر هذا الشتات وصنع صورة دلالية ويقول في مقطع آخر..
اسحق ماءا في الهون
لعل الصمت يحطم رمل كلام الناس
انا من ضاع وجئت
ولم يبقى مني شئ
وهو الان على طبق
بين يديكي
الليل على الكرسي يميل
جسدي منتظر يحلم
ان يتغطى بالغفران
0 تعليق