القاهرة (خاص عن مصر)- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أصبحت تداعياتها العالمية واضحة، مع التركيز بشكل كبير على قضايا مثل التجارة الدولية، وقوة التحالفات الدفاعية الغربية، ونفوذ الصين المتزايد.
ألقى استطلاع رأي حديث أجرته مجلة الإيكونوميست ومؤسسة جلوب سكان، والذي شمل 30 ألف شخص في 29 دولة، الضوء على الرأي العالمي بشأن المشهد السياسي الأميركي، والصراع المستمر في أوكرانيا، والتفضيل بين الولايات المتحدة والصين للزعامة العالمية.
تكشف النتائج عن صورة دقيقة، وخاصة في مصر، حيث تختلف المشاعر تجاه الزعامة الأميركية، وأوكرانيا، ونفوذ الصين العالمي عن الدول الأخرى بطرق فريدة.
تفضيل دولي قوي للحزب الديمقراطي، مع دعم متباين لترامب
على الصعيد العالمي، هناك دعم كبير لفوز الديمقراطيين في السباق الرئاسي الأمريكي، حيث يفضل 45٪ من المستجيبين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على دونالد ترامب، الذي حصل على 33٪ من الدعم. في أوروبا، هذا التفضيل أقوى، حيث يفضل 55٪ هاريس.
من المدهش أن جاذبية ترامب لا تزال ملحوظة خارج الولايات المتحدة، وخاصة بين الفئات السكانية الأصغر سنا وفي مناطق مثل مصر، حيث يبدو أن العوامل المحلية، بما في ذلك سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تعزز جاذبيته.
يكشف الاستطلاع أن المصريين، إلى جانب المستجيبين من دول مثل الأرجنتين ونيجيريا والسعودية، أظهروا دعمًا ملحوظًا لترامب. يشير المحللون إلى أن هذا التقارب قد ينبع من صورته كـ “رجل قوي” والإحباط من بعض السياسات الأمريكية في ظل إدارة بايدن، والتي يشعر البعض في مصر أنها أثرت سلبًا على الاستقرار الإقليمي. يسلط هذا المنظور الضوء على شريحة من المصريين الذين يرون أن نهج ترامب مفيد محتمل لمصالح بلادهم.
أقرا أيضا.. هرم إندونيسي يتحدى التاريخ.. أقدم من أهرامات مصر العظيمة بـ 22 ألف عام
الصراع في أوكرانيا: وجهات نظر متباينة في مصر
عندما يتعلق الأمر بالصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، فإن الرأي العام العالمي يؤيد أوكرانيا بشدة، حيث يؤيد 54% انتصار أوكرانيا. ومع ذلك، تسلط نتائج الاستطلاع الضوء على مشاعر متناقضة في مصر، حيث يؤيد 49% روسيا، بينما يؤيد 30% فقط انتصار أوكرانيا.
يعكس هذا الانقسام في مصر اتجاهًا أوسع في بعض دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا التي تحافظ على علاقات تاريخية مع روسيا وتعتمد على التكنولوجيا العسكرية الروسية. بالنسبة لمصر، التي تتلقى مساعدات دفاعية أمريكية كبيرة، فإن هذه المشاعر المؤيدة لروسيا مثيرة للاهتمام بشكل خاص، مما يشير إلى توازن دبلوماسي معقد حيث تتنقل الأمة في علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة وروسيا.
يشير المحللون إلى عدة أسباب لهذا الموقف، بما في ذلك العلاقات العسكرية الطويلة الأمد بين مصر وروسيا والتقارب مع نظام عالمي قوي ومتعدد الأقطاب يعارض ما يراه البعض هيمنة غربية. يتماشى هذا الميل أيضًا مع دول أخرى تكن الشكوك تجاه السياسات التدخلية الغربية، مما يؤكد على المنظور الإقليمي الفريد لمصر.
الزعامة العالمية: أميركا أم الصين؟
فيما يتعلق بتفضيل الزعامة العالمية، يكشف الاستطلاع عن ميل قوي نحو هيمنة الولايات المتحدة، حيث يفضل 59% أميركا على الصين، التي لم تحظ إلا بدعم 22%. ويمتد هذا التفضيل عبر الجنوب العالمي، حيث تميل دول مثل الهند وكينيا ونيجيريا نحو الزعامة الأميركية على الرغم من علاقاتها الاقتصادية مع الصين. ومع ذلك، تبرز الاستجابة المصرية مرة أخرى، حيث يفضل جزء كبير من السكان نظاماً عالمياً تقوده الصين على النظام الأميركي.
إن دعم مصر لعالم تقوده الصين يشير إلى وجهة نظر براجماتية تعترف بالنفوذ الاقتصادي والتكنولوجي المتزايد للصين في أفريقيا والشرق الأوسط. وفي حين تظل مصر معتمدة على المساعدات العسكرية الأميركية، فقد تبنت بشكل متزايد الاستثمارات الصينية في البنية الأساسية والتكنولوجيا والتجارة، مما وضع الصين كشريك قيم في طموحات البلاد الاقتصادية. ويعكس هذا الشعور تحولاً بين بعض المصريين الذين ينظرون إلى العالم الذي تقوده الصين على أنه يوفر فرصاً اقتصادية وتحالفات بديلة في مشهد جيوسياسي متغير.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق