تعتبر التكنولوجيا هي عنوان المنتدى الحضري العالمي، الذي تنظمه الأمم المتحدة، ويعد منصة دولية رائدة تجمع صناع القرار، والباحثين، والممارسين من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات الحضرية والاستدامة.
وبسبب التطور الذي يشهده العالم في الوقت الحالي، إذ تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تشكيل المستقبل الحضري، مما يبرز أهمية تضمين الابتكارات التكنولوجية في الحلول الحضرية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المدن المستدامة.
انطلاق المنتدى الحضري العالمي
واتساقًا مع ذلك، انطلقت صباح اليوم الإثنين، فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة بالقاهرة، تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وشهد الاحتفالية رفع علمي مصر والأمم المتحدة إيذانًا ببدء اليوم الأول للمنتدى، الذي تنظمه الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات" خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري.
تتميز الدورة الحالية للمنتدى التي تُعقد في القاهرة، المدينة الغنية بالتراث والمتطورة حديثًا، بأنها تمثل نقطة محورية في مجال التنمية الحضرية المستدامة، كما أنها تعود للقارة الأفريقية بعد غياب استمر أكثر من 20 عامًا.
وتعتبر مصر التي تستضيف المنتدى في دورته الحالية، حققت أبرز التحديات التي يتحدث عنها، منها الحلول المبتكرة والرقمية لتحسين جودة الحياة في المدن، والتطبيقات التكنولوجية الحديثة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، لتعزيز استدامة المدن العربية.
تحسين جودة الحياة بالمدن
تهتم مصر بتحسين جودة الحياة في المدن وهو ما يناقشه المنتدى الحضري العالمي، وذلك عبر تطوير البنية التحتية لا سيما في القرى التي عمدت فيها إلى تطوير البنية التحتية الحضرية، بما في ذلك الطرق، وشبكات النقل، والمرافق العامة مثل المياه والصرف الصحي.
وذلك بعد انطلاق مبادرة حياة كريمة التي ساهمت في تطوير تلك المدن، إلى جانب مشروعات مثل المونوريل والقطار الكهربائي" الذي يحسن وسائل النقل؛ ويسهم في تقليل الازدحام وتحسين الوصول إلى الخدمات، ويربط المدن ببعضها البعض.
إلى جانب ذلك كان المشروع الأضخم لمصر وهو مشروعات الإسكان الاجتماعي مثل "مشروع سكن لكل المصريين"، الذي يهدف إلى توفير وحدات سكنية بأسعار معقولة لفئات مختلفة من المجتمع.
وتبرز جهود الحكومة في إنشاء المدن الذكية منها العاصمة الإدارية الجديدة التي تعتبر من أبرز مشاريع المدن الذكية في مصر، وتُخطط لتكون مركزًا إداريًا واقتصاديًا حديثًا، وكذلك مدن 6 أكتوبر والعلمين الجديدة والمستقبل التي تسعى لتكون مدن ذكية، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المدن.
استخدام الذكاء الاصطناعي
ويناقش المنتدى الحضري العالمي استخدام الذكاء الاصطناعي في استدامة المدن الذكية، وتأتي العاصمة الإدارية الجديدة كنموذج على تلك المدن التي تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال في إدارة حركة المرور لتقليل الازدحام.
وكذلك العلمين الجديدة، إذ تستخدم المدينة أنظمة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه والطاقة، حيث تُراقب استهلاكات الموارد بشكل ذكي، ثم تأتي مدينة 6 أكتوبر، التي تعتمد على أنظمة المرور الذكية لتحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي.
وفي مدينة المستقبل المستدامة، تعتمد المدينة على الشبكات الذكية لمراقبة استهلاك الطاقة وإدارة المرافق العامة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفي الوقت الحالي تعمل الحكومة على إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة النفايات، وتطبيقات لرصد جودة الهواء والمياه.
الطاقة المتجددة في المدن الذكية
كما يناقش المنتدى الحضري العالمي دور الطاقة المتجددة في المدن الذكية، إذ تسعى مصر لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في إطار تطوير المدن الذكية، مما يساهم في تحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
ففي العاصمة الإدارية الجديدة، إحدى أبرز المدن الذكية في مصر يتم استخدام الألواح الشمسية في العديد من المباني العامة والخاصة لتوليد الطاقة، كما أن هناك مباني تم تصميمها لتكون صديقة للبيئة.
وصُممت مدينة العلمين الجديدة واحدة من الوجهات السياحية والسكنية التي تعتمد على الطاقة النظيفة، بسبب استخدام مشاريع للطاقة الشمسية في تصميم المدينة، كما صممت الحكومة الأبنية في مدينة المستقبل لتكون ذات كفاءة طاقة عالية، تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في العديد من المشاريع السكنية والمرافق العامة في مدينة 6 أكتوبر.
0 تعليق