عادةً ما تبدو اللوحات الفنية مكتملة عند النظر إليها لأول وهلة، لكن بعض اللوحات تظل غير مكتملة بسبب ظروف معينة؛ لأن الفنانون قد يتعرضون لأحداث خارجة عن إرادتهم أو يفقدون الإلهام، وفي بعض الحالات يختارون بأنفسهم ترك اللوحات غير مكتملة كوسيلة للتعبير الفني، ورغم عدم اكتمالها، تحتفظ هذه الأعمال بجاذبية فريدة لدى محبي الفن.
أشهر 7 لوحات فنية غير مكتملة
اللوحات الفنية غير المكتملة تعتبر لغزا محيرًا، وتكثر التساؤلات حول سبب عدم اكتمالها، ولكل لوحة حكاية، فما قصة أشهر 7 لوحات فنية غير مكتملة؟، خلال السطور التالية نستعرض قصص وأسرار خلف هذه الفراغات، وفقًا لما نشره موقع «indiatimes».
لوحة جيمس هنتر بلاك.. مكانه غير معروف حتى اليوم
لوحة «جيمس هانتر بلاك» الزيتية للفنانة الأمريكية «أليس نيل» على الرغم من عدم اكتمالها قررت «نيل» أن طبيعتها غير المكتملة تنقل المشاعر التي أرادت إيصالها، فوقعت عليها وعرضتها في متحف «ويتني».
تعود قصة عدم اكتمال اللوحة إلى أن «نيل» لم تحظَ بتقدير كبير طوال معظم مسيرتها المهنية، وكانت غالبًا ما تدعو الغرباء للجلوس لرسمهم، وفي عام 1965، دعت «هانتر» الذي اكتشف حديثًا أنه قد تم تجنيده للخدمة في حرب فيتنام، وعكست الجلسة الأولى ملامح وجهه الكئيبة؛ حيث أكملت «نيل» أغلب تفاصيل وجهه وحددت باقي جسدهـ إلا أن «هانتر» لم يحضر الجلسة الثانية، والغريب أن اسمه لم يظهر أبدًا في قائمة الجنود على النصب التذكاري لقدامى محاربي فيتنام.
لوحة مادونا ذات الرقبة.. بارميجيانينو
جيرولامو فرانشيسكو ماريا مازولا، كُلف من قبل السلطات برسم صورة للسيدة مريم العذراء ويسوع لكنيسة جنائزية، وقضى سنوات في رسم لوحة السيدة العذراء ذات العنق الطويل قبل أن يموت بسبب الحمى في عام 1540.
لوحة أوسكار بيستوريوس.. الصورة المتقطعة
أوسكار بيستوريوس المعروف بـ«بليد رانر»، كان بطلًا في نظر الكثيرين لأنه تحدى إعاقته، وولد دون عظمة الشظية في كلتا ساقيه، وعلى الرغم من ذلك فاز بـ6 ميداليات ذهبية في الألعاب البارالمبية، وكانت هيمنته كبيرة مقارنة بالرياضيين البارالمبيين الآخرين حتى أنه تنافس في سباق 400 متر في الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2012 وهو أول شخص مبتور الساقين يفعل ذلك.
واحتفالًا بهذا الحدث، كلفت الفنانة الروسية «ناتالي هولاند» برسم عدة صور لـ«بيستوريوس» والصورة الـ3 التي أرادت أن تظهره فيها منتصرًا، هي التي لم تكتمل بعد، ورسمت وجهه وذراعيه وحينها انتشرت أنباء بأن بـ «يستوريوس» أطلق النار على صديقته وقتلها؛ وعجزت عن إكمال الصورة، فظلت متجمدة في الزمن.
لوحة الطريق المنعطف.. الأقل هو الأكثر
بول سيزان هو رسام غالبًا ما طرحت معظم أعماله اللاحقة سؤال «متى تنتهي اللوحة؟»، لأنه كان يخشى أن تؤدي ضربة فرشاة خاطئة واحدة إلى إفساد القطعة بأكملها. لذا، فإن الكثير من أعماله اتبعت أسلوب الانطباعية القائم على مبدأ «الأقل هو الأكثر»، بمعنى أنه كلما قلت العناصر في اللوحة زاد معناها، وتركت أعماله اللاحقة، مثل لوحة «Turning Road»، أقسامًا كاملة من القماش فارغة، مما أبرز الطلاء المتبقي. يعتقد البعض أن هذا كان غير مقصود وأن ضعف بصره أدى إلى تفويت أجزاء من الصورة، بينما يرجح البعض الآخر أن جمال العمل الفني يكمن في عين الناظر.
لوحة فيكتوري بوغي ووجي.. السبب الوفاة
اشتهرت أعمال الفنان الهولندي بيت موندريان التجريدية في جميع أنحاء العالم بالطريقة التي تنقل بها تخطيطات المدينة باستخدام الألوان والأشكال الأساسية. لم تُكتمل لوحة «Victory Boogie Woogie» بسبب وفاة موندريان المؤسفة جراء الالتهاب الرئوي في عام 1944. ومن خلال النظر عن كثب إلى اللوحة، يمكن رؤية أن الخطوط الأكثر جرأة وبساطة قد استُبدلت بمربعات أصغر وأكثر حيوية من الشريط اللاصق مع تطور العمل، مما يعكس التأثيرات الموسيقية.
كما أثار بيع هذه اللوحة، التي تُعرض في متحف «Gemeente museum» في هولندا، مقابل 40 مليون دولار في عام 1998 جدلًا واسعًا عندما اتضح أن المال تم التبرع به من قبل البنك المركزي الهولندي، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت قيمتها الحقيقية هي 40 مليون دولار.
لوحة معاهدة باريس.. رفض الوفد البريطاني
في 30 نوفمبر 1783 اجتمعت الوفود الأمريكية والبريطانية من مفوضي السلام في باريس لتوقيع معاهدة أنهت الحرب الثورية، وكان بنيامين فرانكلين» و«جون آدامز من بين المندوبين الأمريكيين، ووفقًا للقانون والتقاليد الأمريكية، فإن ما كان ذات يوم مستعمرات أمريكية لم يعد كذلك في الـ4 من يوليو 1776، لكن البريطانيين لم يعترفوا رسميًا بالانفصال حتى دخلت معاهدة باريس حيز التنفيذ.
وللاحتفال بمعاهدة باريس تم تكليف الفنان التاريخي «بنجامين ويست»، بتخليد ذكرى توقيع المعاهدة، بذل «ويست» قصارى جهده، لكن الوفد البريطاني رفض أن يرسم لأنه شعر أن الهزيمة كانت مخزية، وبسبب ذلك تحتوي اللوحة على مساحة فارغة كبيرة، وشعر «آدمز وفرانكلين» بسعادة غامرة لرفض المندوب البريطاني الجلوس لرسم الصورة، وعندما عاد جون آدمز إلى الولايات المتحدة أخذ الصورة معه إلى منزله وعلقها على الحائط، ويعتقد أنها عُلقت ذات يوم في البيت الأبيض أثناء رئاسة آدمز.
عبادة المجوس.. لوحة العشاء الأخير السبب
ترك العبقري ليوناردو دافنشي لوحة سجود المجوس للطفل يسوع غير مكتملة، والتي أعاد رسمها بعده «فيليبينو ليبي»، إذ تلقى «دافنشي» في عام 1481 تكليفًا من الرهبان برسمها في مذبح كنيسة «سان دوناتو في سكوبيتو»، وتعهد بالانتهاء منها في غضون 30 شهرًا، ولكن في نفس الوقت كُلف برسم لوحته الشهيرة «العشاء الأخير»، وبالتالي ترك لوحة المجوس غير مكتملة وغادر إلى فلورنسا.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق