الانتخابات الأمريكية 2024 تشهد تزايدًا في محاولات نشر المعلومات المضللة، مما يثير مخاوف كبيرة لدى المسؤولين الفيدراليين حول تأثير ذلك على نزاهة الانتخابات. في أحدث تحذير، أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى انتشار مقاطع فيديو مفبركة تزعم حدوث "تهديدات إرهابية" و"تزوير في الانتخابات"، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في مواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة.

مقاطع فيديو مزيفة حول التهديدات والتزوير

أحد مقاطع الفيديو المفبركة أظهر كذبًا أن هناك تهديدًا إرهابيًا كبيرًا، داعيًا الأمريكيين للتصويت عن بُعد. في مقطع آخر، تم الترويج لبيان صحفي مزيف يشير إلى تزوير في التصويت داخل خمسة سجون أمريكية. مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر من أن هذه المحاولات تهدف إلى "تقويض العملية الديمقراطية" و"إضعاف الثقة في النظام الانتخابي".

التدخلات الأجنبية: روسيا تلعب دورًا محوريًا

أحد أبرز الفيديوهات المزيفة كان يتعلق بتزوير الانتخابات في ولاية أريزونا، حيث زعم الفيديو المضلل أن هناك تغييرًا في قوائم الناخبين وتزويرًا في بطاقات الاقتراع لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس. وفقًا للمخابرات الأمريكية، فإن هذا الفيديو تم فبركته بواسطة جهات روسية مؤثرة، وهي نفس الجهات التي كانت وراء محاولات نشر المعلومات المضللة خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

الفيديو كان جزءًا من حملة تلاعب معلوماتي قادتها مؤسسة تدعى R-FBI، والتي ادعت أنها منظمة "حقوق إنسان" ولكن تبين لاحقًا أنها كانت جزءًا من شبكة روسية معروفة باسم Storm-1516، التي تركز على نشر معلومات مضللة حول الانتخابات الأمريكية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة التضليل

ما يثير القلق بشكل خاص هو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تزييف الفيديوهات. على سبيل المثال، في الفيديو الذي تم نشره حول تزوير الانتخابات في أريزونا، تم استخدام تقنيات التزييف العميق (deepfake) لتوليد صوت مزيف لشخص يدعى بأنه "مساعد سابق" لوزير خارجية ولاية أريزونا، مما يساهم في زيادة صعوبة اكتشاف التزييف. أداة الكشف عن التزييف العميق True Media تمكنت من كشف أن الصوت في الفيديو تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ردود الفعل الرسمية

عبر مكتب التحقيقات الفيدرالي وغيره من الوكالات الأمنية، مثل وكالة الأمن السيبراني ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، عن قلقهم المتزايد بشأن محاولات التأثير على الانتخابات باستخدام المعلومات المضللة. كما حثوا الأمريكيين على التحقق من المعلومات من مصادر موثوقة والابتعاد عن الأخبار المضللة التي قد تؤدي إلى إثارة الفوضى.

استجابة منصات التواصل الاجتماعي

في خطوة لمكافحة المعلومات المضللة، تم تعليق حساب ميرا تيرادا، رئيسة مؤسسة R-FBI، على منصة "إكس" (سابقًا تويتر)، بعد أن تم تداول الفيديو المضلل عبر المنصة. رغم ذلك، تشير التحقيقات إلى أن الفيديو تم مشاهدته أكثر من 236,000 مرة قبل أن يتم حذفه.

التأثير على الانتخابات

التحديات التي تواجهها الانتخابات الأمريكية 2024 تتجاوز مجرد التنافس بين المرشحين، لتشمل تهديدات حقيقية للأمن السيبراني ومحاولات لتقويض الثقة في نزاهة الانتخابات. في ظل هذه البيئة المعقدة، تزداد أهمية التوعية لدى الناخبين وتوفير المعلومات الدقيقة لمساعدتهم في اتخاذ قراراتهم الانتخابية.

الانتخابات الرئاسية 2024 في الولايات المتحدة تواجه تهديدات متزايدة من المعلومات المضللة، خاصة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل جهات أجنبية ومحلية، ما يعكس حجم التأثير الذي قد تتركه هذه الحملات على نزاهة الانتخابات وثقة الناخبين.