قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إن “العالم بعد ما يجري في غرة دخل مرحلة أخرى هي مرحلة الهمجية كما سمّاها الرئيس الفرنسي”، مضيفا أن “الوزارة لم تضيق الخناق على الأئمة المغاربة ولم تكمم أفواههم (للدعوة لفلسطين)، فهم منذ وجدوا وهم مطالبون بأن يصوغوا خطباً مثل النبي الذي ورثوها عليه؛ والرسول (ص) نهى عن الدخول في تفاصيل الأمور”.
الوزير في تفاعله مع ما أثارته النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب خلال دراسة الميزانية الفرعية للوزارة من “أننا صرنا نتعرض للحصار في مناهجنا ومساجدنا”، أورد أن “النبي أمر بالعمل على نشر المبادئ واستنكار ما يخالفها”، مضيفا: “أي إمام يتحدث عن الهمجية والظلم ويستنكرهما فمرحباً به، ولكن الدعوة للجهاد شيء آخر، وْراهْ أولاً ماغادي يْكونْ والو”.
وتابع الوزير: “وأصلاً ليس المواطنين الذين هم أمام الإمام من يقومون بالجهاد، ولكن راهْ هادْشي غادي يْضرْكم أولاً نْتوما فْالسياسة التي تقتضي ألا تكون هناك فوضى”، مشددا على أن “الجهاد يدعو إليه الإمام (ولي الأمر) ويتحمل مسؤوليته.. والجهاد أنواع وأنواع وأنواع، وهذا علينا أن نعرفه”.
وأكد وزير الأوقاف في سياق متصل على العناية اللازمة بالأئمة في ظرفية الغلاء، كاشفا أن رواتبهم تتم الزيادة فيها، وأن الميزانية المخصصة لها وصلت إلى مستويات قياسية بعدما كانت منحصرة في 6 ملايين درهم في حدود سنة 2006، وستتواصل المراجعة لهذه الأجور.
وتابع شارحاً: “الإمام لا نطلب منه خدمة، نطلب منه الالتزام الأخلاقي والعقدي، أما الموظف الآخر لدينا في الوزارة فيأتي ليؤدي مهامه ويعتقد ما يشاء”، ويمكن أن يكون “كافْرْ وْلا كيْسهرْ وْلا لي بْغى”.
وبالنسبة لوزير الأوقاف الذي كان يردّ على النواب عقب مناقشة ميزانية وزارته، فإن “الإمام لديه التزام مع الأمة على مجموعة من القواعد، تدخل ضمنها خطبة الجمعة وماذا يقال فيها وماذا ما لا يقال”، وزاد: “فإذا نصحنا المؤمنين بقيم الدين فلن نواجه تحديات لا في السياسة ولا في غيرها، وسيكونون سدّا منيعا ضد جميع التهديدات التي تتعقبنا داخليّا أو خارجيّا، في هذا العصر أو غيره”.
وأضاف قائلاً: “على الأئمة نقل القيم للناس. وأن يكونوا أساساً نموذجا لهذه القيم؛ فالمواطن لن يتبع شخصا لا يراه ملتزما في سلوكه بما يقول”، مبرزاً أن “طريقة النواب في نقل تظلماتهم يجب أن يعاد فيها النظر، لكونها لا تفيد، فكلما يطرح نائب سؤالاً حول الموضوع يأخذه المعنيون ويروّجونه، والحال أنه علينا معالجة كل حالة كما ينبغي”.
وفي سياق آخر، لفت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن “الوطنية لديها أسس مرتبطة بالمبادئ الدينية (التي تواجه تحديات) في العالم الذي نعيش فيه”، داعيا النواب إلى التعاون، موردا: “أنا لدي رأي في دور النواب وأتحفظ عن ذكره حتى لا يتم تأويله، وهو دور تربوي، أعول عليه لكي يقوم النواب بإيصال الحقيقة التي نزودهم بها، حتى لا نسمح لقلة قليلة بالتجاسر علينا”.
0 تعليق